إذا كان طفلك يعاني من مشاكل متكررة في البطن، فقد يعني ذلك أن شيئًا ما في جهازه الهضمي يحتاج إلى عناية طبية، وعلى الرغم من أن آلام المعدة شائعة عند الأطفال، إلا أنها نادرًا ما تكون مهددة للحياة أو خطيرة، ولكن كيف تعرف متى تشير مشاكل البطن إلى شيء خطير؟ ربما من آلام البطن الحادة التي تظهر فجأة وتشير إلى مشاكل الجهاز الهضمي المزمنة، وإليك كيفية معرفة متى يجب طلب العناية الطبية.
تتعارض آلام المعدة مع الحياة.
آلام المعدة عند الأطفال
قد تشير آلام المعدة المتكررة إلى أن شيئًا ما في الجهاز الهضمي يحتاج إلى رعاية طبية، ضع في اعتبارك أن الأطفال قد يقولون إن معدتهم تؤلمهم بينما يمكن أن يكون الألم في الواقع في أي جزء من الجهاز الهضمي.
إذا بدأت آلام بطن طفلك في التدخل في الحياة اليومية- ما يؤدي إلى تعطيل الحضور إلى المدرسة أو الأحداث الاجتماعية مثل أعياد الميلاد أو مباريات كرة القدم - فقد يكون من المفيد الذهاب إلى عيادة الطبيب.
يقول كريج فريزين، مدير قسم أمراض الجهاز الهضمي والمدير الطبي لبرنامج آلام البطن في مستشفى ميرسي للأطفال في كانساس سيتي: "لا يشير ذلك بالضرورة إلى المرض، ولكنه يشير إلى أنهم بحاجة إلى الحصول على رعاية طبية".
التواصل مع الأطفال
من الصعب التواصل مع الأطفال الصغار جدا، الذين لم يتمكنوا بعد من التواصل بشكل كامل مع ما يحدث، لكن قد يتخذ طبيبك نهجا مختلف، فقد تقول فتاة صغيرة أن بطنها يؤلمها، لكن ما تقوله حقا هو أنها تتغوط وتحتاج إلى استخدام المرحاض.
ويقول الدكتور فريزين: "معظم ما أفعله مع الأطفال الصغار هو إخبارهم بالذهاب إلى الحمام، وإذا كان لا يزال يؤلمني، اذهب للعب، إذا لم يفعلوا أيا منهما، فعندئذ يحتاج الطفل إلى التقييم".
أكثر العلامات شيوعا للبحث عنها
تقول ديبورا جولدمان، طبيبة أمراض الجهاز الهضمي للأطفال في كليفلاند كلينك، إن الأطفال من جميع الأعمار يعانون من آلام في المعدة في بعض الأحيان، وتختلف العلامات والأعراض باختلاف عمر الطفل، وتختلف الأسباب باختلاف العمر، ويمكننا رؤية أشياء عند الأطفال لا نراها عند المراهقين".
بينما قد يظهر الأطفال الضيق من خلال البكاء والانزعاج، قد يقول الطفل الأصغر من 8 سنوات إن بطنه تؤلمه ولكن لا يمكنه وصف الألم، ويقول فريزين: "أطلب منهم أن يشيروا إلى حيث يكون الألم أسوأ، إذا كانوا يشيرون إلى أسفل اليمين، فقد يحتاجون إلى الذهاب إلى غرفة الطوارئ من أجل التهاب الزائدة الدودية، لذلك إذا استمر ألم طفلك، يجب أن تحاول تتبع الأعراض الجديدة والحالية".
الإصابة بالإمساك
الإمساك هو أحد أهم أسباب آلام البطن، وقد يصاب الطفل بالإمساك إذا لم يأكل ما يكفي من الألياف من الفاكهة والخضروات، ما قد يجعل جهازه الهضمي بطيئا ويجعل حركة الأمعاء صعبة، في حين أنه قد يكون مزعجا، ونادرا ما يكون الإمساك حالة طارئة.
- الإسهال
إذا كان طفلك يخرج براز مائي سائب 3 مرات أو أكثر في اليوم، فإنه يعاني من الإسهال، والذي يعاني منه معظم الأطفال من وقت لآخر، وعادة ما يستمر الإسهال لبضعة أيام على الأكثر، ولكن إذا استمر لفترة أطول، فقد يؤدي إلى الجفاف الشديد، ويمكن أن يشير أيضا إلى وجود عدوى أو مشكلة صحية أكثر خطورة، لذا يجب أخذ الرضع والأطفال الصغار إلى الطبيب إذا ظهرت عليهم أعراض مثل:
- إسهال يستمر أكثر من يومين
- إسهال مصحوب بحمى تصل إلى 102 درجة فهرنهايت أو أعلى
- ألم شديد في البطن
- براز دموي أو براز أسود أو قطراني أو يحتوي على صديد
- إسهال مصحوب بتقيؤ متكرر
علامات الجفاف
قد يكون سبب الإسهال عدوى بكتيرية أو فيروسية، أو عدم تحمل الطعام، أو رد فعل للأدوية، أو أمراض معوية، أو طفيليات تدخل الجسم عن طريق الطعام أو الماء، مثل الكريبتوسبوريديوم، الموجود في حمامات السباحة العامة، ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن الكريبتوسبوريديوم هي السبب الرئيسي لتفشي الإسهال المرتبط بالمياه.
القلق
يمكن أن يكون التوتر والقلق سببا آخر لوجع البطن لدى الأطفال، ويقع الجهاز العصبي المعوي، الذي يطلق عليه أحيانا "الدماغ الثاني"، في القناة الهضمية ويساعد على تنظيم وظائف الجهاز الهضمي، كما أنه يتواصل مع الجهاز العصبي المركزي من خلال ما يعرف بمحور القناة الهضمية، وهو رابط يمكن للدماغ من خلاله التأثير على القناة الهضمية والعكس صحيح.
وعندما يكون الموقف مرهقا بدرجة كافية لتحفيز استجابة القتال أو الهروب، على سبيل المثال، يتباطأ الهضم، حتى الإجهاد الأقل شدة يمكن أن يعطل الجهاز الهضمي ويسبب الألم.
تشير الأدلة الناشئة، مثل نتائج دراسة نشرت في مجلة الطب النفسي العام في عام 2019، إلى أن ميكروبيوم الأمعاء - البكتيريا والفيروسات والفطريات التي تعيش في الجهاز الهضمي - يمكن أن تؤثر على الصحة العقلية عن طريق محور الأمعاء والدماغ.
وتقول هوبسون روهرر: "إن الاتصال بين الدماغ والمعدة حقيقي، فالقلق يمكن أن يتسبب في إصابة الأطفال بألم في البطن عندما لا يكون هناك أي خطأ في الجهاز الهضمي".
ويمكن أن تخفف الكمادات الدافئة أو وسادة التدفئة من آلام البطن الناتجة عن عسر الهضم، ويمكن لشاي البابونج الدافئ (وليس الساخن) أو شاي النعناع تهدئة الطفل والمساعدة في تحريك عملية الهضم.
