leftlogo

سر العضلات الخادعة.. حقيقة تحول نجوم هوليود لأبطال خارقين

A A A
كريس إيفانز في دور كابتن أمريكا
كريس إيفانز في دور كابتن أمريكا

من أساطير الميثولوجيا الإغريقية وحتى قصص رجل المستحيل للجيب، لا شك أن البشر يميلون إلى القصص المليئة بالأبطال ذوي الأجسام القوية والقدرات الخارقة، فهم يمثلون رغبتنا البشرية الكامنة في تحقيق العلا والكمال، ولذلك طالما تهافتت الحشود لسماع تلك القصص والاحتذاء بها، وهذا بالضبط ما يجعل أفلام الأبطال الخارقين في زمننا هذا جذابة للغاية، ولكن ماذا إن اكتشفنا أن أساطيرنا الجديدة تلك هي أساطير كاذبة.

 

مصنع الأساطير

تحول كميل ننجياني المذهل والسريع لدوره "كينجو" في فيلم مارفل"Eternals"
لقد شهدت هوليوود في الفترة الأخيرة العديد من قصص التحولات الجسدية للممثلين، فمع زيادة الطلب على أفلام الأبطال الخارقين منذ بداية الألفية الجديدة زاد الطلب على الممثلين ليكونوا أبطال تلك الأفلام، ولكن مع الضغط من شركات الإنتاج، يجد الممثلون أنفسهم مطالبين بأن يغيروا أجسامهم إلى الأجسام القوية التي يريد الجمهور أن يراها في مساحات وقت ضيقة، وهنا تدخل المنشطات (PEDs) والهرمونات (HGH) إلى الساحة، لأن استعمال المنشطات مع التوجيه الغذائي والبدني الصحيح يمَكِن الممثلين من تحقيق نتائج خرافية في وقت قياسي، وحسب المدرب "هابي هيل"، فإن تقريبًا 20% من الممثلين يستعملون المنشطات، تكمن المشكلة هنا في مدى شفافية شركات الإنتاج والممثلين في موضوع استعمال المنشطات، فهم يصدرون تلك الفكرة الكاذبة أن هذه النتائج الخرافية يمكن تحقيقها بالغذاء والتمرين الصحيح فقط، مما يخلق صورة غير واقعية عن الأجسام المثالية (unrealistic body image) عند الشباب الراغب في الوصول لمثل هذه النتائج، ويُحرف مفهوم "الصحة" في أذهانهم.


قلة الشفافية



سيلفيستر ستالون بطل أفلام رامبو
ولكنه ليس من الغريب أن ترغب شركات الإنتاج في إخفاء حقيقة أبطالها، فالتحيز على المنشطات والهرمونات بدون وصفة طبية يعد غير قانوني، وهذا بجانب التغطية الإعلامية السلبية التي ستتعرض لها تلك الشركات، الفكرة كلها هي صناعة أبطال ترغب الحشود أن تتبعها وتصبح مثلها، ويصعب الاعتراف بحقيقة الأمر إن كان هناك الآلاف ممن يتخذون هؤلاء الأبطال كقدوة عن التحدي والعمل الشاق، فأما أن يحبط الشباب الطموح حين يفشلون في تحقيق تلك النتائج، وأما أن يصروا على اتخاذ هؤلاء الأبطال كقدوة ويذهبوا بحثًا عن المنشطات هم أيضًا.

المسألة هنا ليست أن نحدد من على صواب ومن على خطأ، ولكن أن نعرض واقع الأمر ونكون على دراية كاملة بحقيقة ما نتناوله من محتوى ترفيهي، ليس منا من لم يشاهد أفلام الأبطال الخارقين وانبهر بأبطالها المحققين للعدالة والمدافعين عن الحق، أساطير عصرنا الحديث، ولكن على عكس أساطير الأزمان الأخرى فإننا نملك اليوم القدرة على تصنيع هؤلاء الأبطال، مما يحِث على السؤال: إلى أي مدى يجب أن نحتذي بتلك الأساطير الحديثة، وأين يقع خط المسئولية لشركات الإنتاج؟

advertisement

All rights reserved. food today eg © 2022