leftlogo

"شارع الكحكيين".. حكاية شارع صنع بهجة العيد

A A A
176585-حارة-الكحكين-(1)
اسم شارع الكحكيين

سيظل الحنين يأخذنا دائمًا لكل ما هو قديم، التاريخ صنع أجمل أيامنا بلا منافس، صحيح أنستنا التكنولوجيا أغلب ما جاء فيه بحكم عوامل اختلاف العصور، لكن ظلت أسماء الأماكن تذكرنا بما عشناه من حواديت وحكايات خلدها التاريخ، وفي حي الغورية بالتحديد وشوارع المعز، ستكتشف وأنت تمر خلاها متيمًا بأصالة كل تفاصيله، أسماء شوارع لمهن أبدع فيها أهل زمان، رحلوا واندثرت المهن معهم، وبقى الاسم شاهدًا على ما كان يحدث هناك يومًا من الأيام.

 

وتجد بين تلك الشوارع، كان هناك شارع الفحامين لبيع الفحم، والنحاسين لتبيض النحاس وتلميعه، والضبابية لصنع أقفال الأبواب الخشبية القديمة، وغيرها من المهن، مهن لم تكن لتجدها إلا هناك، في شوارع المعز، ومعهم كان شارع الكحكيين، الذي مازال هو أيضًا محتفظًا باسمه، ولكن دون كحك، ما قصة هذا الشارع؟، وماذا كان يفعل أهله؟ وما علاقته بصناعة بهجة الأعياد.. هذا ما ستعرفه في "Food Today".


متى عملنا الكحك؟

 الكحك أصله فرعوني 
وجد علماء الآثار طريقة وصور الكحك منقوشة على جدران المعابد في الأقصر ومنف وفي القبر في هرم خوفو في الجيزة، فقد آمن المصريون القديمون أنّ الكحك لديه هدف ديني فختموا على الكحك في هذه العصر رمز الإله رع، وفي العصر الفاطمي، كان الخليفة الفاطمي يخصص 20 ألف دينار لصناعة كعك العيد، فكانت بداية صناعته في شهر رجب إلى العيد.
وخصص الفاطميون منطقة محددة لصناعته وعرفت المنطقة وقتها "برحبة الكحكيين"، الذي كان عامرًا بباعة الكحك ومتاجر بيع وتصنيع أدوات صناعته، منذ أكثر من 700 سنة، ظل هذا الشارع بمهنته ممتدًا سنوات وسنوات.

ومتى اختفت الصنعة؟

 كحك بحلى بالسكر على الطريقة المصرية
زادت أعداد المحلات والمخابز التي تعمل على تصنيعه وبيعه ومن بعده البسكويت وغيرهما من المخبوزات الخاصة بعيد الفطر، وظل سكان القاهرة والشارع على وجه الخصوص، على هذا الحال لسنوات طويلة، متخصصين في صناعة الكحك، حتى أن أغلب سكان القاهرة، لا يشترون الكحك إلا من هناك، تلك كانت العادة، لكن مع تطور العصر، بدأ بعض السكان في التراجع عن المهنة التي توارثوها من جيل لجيل، بعدما دخلت المصانع في الصناعة، واستغنوا عن عمالة بالآلاف، الأمر الذي اضطرهم للتفكير في لجوء إلى مهن آخرى كي تستمر حياتهم.

مخلل وملابس وقليل من الكحك والبسكوت

 محلات قليلة مازالت تبيع الكحك في المنطقة
منذ بدأت محلات المخبوزات تغيير أنشطتها، تحول بعضها لبيع المخلل، فأقدم معمل "طرشي" بمصر، هو حاليًا من معالم شارع الكحكيين المعروفة، الذي يرجع تاريخه إلى 200 عام توارث فيه الأجيال المهنة أبا عن جد مع الاحتفاظ بنفس الطعم والمذاق، ومع المخلل، وستجد كذلك محلات بيع الملابس والمفروشات وآخرين حولوا نشاطهم لمطاعم لبيع الدجاج المشوى والكفتة، ولم يتبق سوى محلات قليلة تعمل على بيع المخبوزات والذين يطرحون مخبوزات العيد مع اقترابه فقط من كحك وبسكويت وغريبة وغيرها، وعند انتهاء العيد يعودون لنشاطهم الأساسي وهو بيع المخبوزات من عيش "الفينو" والسن والفطائر وغيرها من المخبوزات الأخرى التي يتناولها الناس بشكل يومي.

شارع بلا مهنة


 شكل الكحك المنقوش قبل تسويته 
رغم تغيير السكان لأنشطتهم المهنية، وابتعادهم عن صناعة الكحك والبسكويت واتجاههم لممارسة مهن أخرى، إلا أن الشارع مازال يحتفظ باسمه وهو شارع "الكحكيين"، ومازال يحتفظ سكانه بذكرياتهم مع محلات المخبوزات القديمة وقصة الشارع، لكن الشارع شاهد على مباني وجوامع أثرية غاية في الأهمية، مازالت على حالها، ذكر المقريزى فى كتابه "الخطط المقريزية " شارع الكحكيين باسم "الكعكيين"، وقال عنه يصفه: "أوله آخر شارع الغوريه عن يسار الذاهب إلى العقادين وآخره أول شارع البطلية، وطول شارع الكحكيين 310 أمتار ويحوي بداخله كم كبير من المعالم الآثرية".

advertisement

All rights reserved. food today eg © 2022