تحولات جذرية جديدة في سوق الأغذية الأساسية في مصر.. هل سيتم صرف الخبز بدون بطاقة تموين لغير حامليها؟

يشكل الخبز عنصرًا أساسيًا في حياة المصريين، فهو حاضرٌ في كل وجبة، من فطور الصباح إلى عشاء الليل، ويعد رمزًا من رموز الحياة، ويعتمد عليه المواطن بشكلٍ رئيسي في تلبية احتياجاته الغذائية.

يعتبر الخبز في مصر أكثر من مجرد طعام، حيث يمثل مصدراً هاماً للطاقة والتغذية الضرورية، وبالنسبة للعديد من الأسر، يمثل الخبز الجزء الأساسي من وجباتهم اليومية، حيث انه المصدر الغذائي الرئيسي التي يعتمدون عليها في تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية.

هل سيتم صرف الخبر دون بطاقة تموين؟

وبالتزامن مع تصاعد حدة أزمة ارتفاع أسعار العيش الحر، تدخلت الحكومة لإنقاذ الموقف من خلال وضع حلول عاجلة، حيث كشفت مصادر خاصة عن قرب تطبيق منظومة كارت الخبز المشحون لغير حاملي البطاقات التموينية، لافتة إلى عودة النقاشات حوله في اجتماعات مكثفة بين وزارة التموين والشعبة العامة للمخابز في اتحاد الغرف التجارية.

واكدت المصادر، أنّه كان مقررا تطبيق منظومة كارت الخبز دون بطاقة تموينية في يناير الماضي مع بداية عام 2024، موضحةً أنّ وزارة التموين جاهزة من خلال 30 ألف مخبز بلدي لطرح العيش من خلالها لجميع المواطنين دون بطاقة تموينية.

من جانبه، صرح المهندس عبد الله غراب، رئيس الشعبة العامة للمخابز، إنّ الشعبة على استعداد تام لتطبيق تعليمات وزارة التموين الخاصة بشأن طرح رغيف العيش البلدي الذي يتم صرفه للمواطن على بطاقة التموين بسعر 5 قروش بالسعر المدعم، ليكون بسعر جنيه واحد من غير بطاقة.

وتابع غراب، أنّ المنظومة توفر على المواطن جنيه كامل في سعر الرغيف، مشيرًا أنّ سعر رغيف العيش الحر السياحي حاليا جنيهين، في حين أنّ رغيف العيش البلدي بنفس مواصفاته هو الذي سيتم بيعه للمواطن بجنيهًا واحد فقط بدلا من جنيهين سعر الرغيف الحر.

وقد اقرت وزارة التموين والتجارة الداخلية طرح الخبز الحر عن طريق المخابز البلدية بسعر مخفض وهو جنيه واحد لكل رغيف لغير حاملي بطاقات التموين عن طريق كارت الخبز الحر وذلك مقارنة بسعر جنيه ونصف جنيه أو جنيهين في المخابز السياحية.

21 مليون بطاقة تموينية

وتقوم وزارة التموين والتجارة الداخلية حاليًا بطرح الخبز الحر من خلال كارت الخبز الحر الذي سيتم إتاحته بالتعاون بين وزارتي التموين والاتصالات عن طريق مكاتب البريد والذي يتاع إعادة شحنه بفئات 20 و50 و100 جنيه ومضاعفاتها.. وفق تصريحات عبد الله غراب رئيس شعبة المخابز بالغرف التجارية.

جاء اقتراح طرح الخبز الحر عبر 30 ألف مخبز بلدي تابع لوزارة التموين والتجارة الداخلية بعد اقتراح من الشعبة العامة للمخابز في بيع الخبز الحر بسعر التكلفة لغير حاملي بطاقات التموين مع استمرار حصول المواطن صاحب بطاقة التموين على رغيف الخبز المدعم بسعر 5 قروش.

ومن المفترض أن يتم تعويض المخابز من جانب وزارة التموين والتجارة الداخلية مقابل بيع الخبز الحر بالكارت الذكي، وفق سعر تناقشه الوزارة مع الشعبة العامة للمخابز هو سعر تكلفة إنتاج رغيف الخبز بالإضافة إلى هامش الربح الذي تتفاوض عليه شعبة المخابز مع التموين.

فيما كشف الدكتور علي المصيلحي وزير التموين التجارة الداخلية عن موافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي من حيث المبدأ على طرح الخبز المدعم لغير حاملي البطاقات التموينية لافتا الى تجربة المنظومة الجديدة في عدد من المخابز.

وقال وزير التموين خلال تصريحات سابقة إن سعر تكلفة انتاج الرغيف البلدي المدعم تصل إلي 1 جنيه، في حين يتم طرحه بسعر 5 قروش على البطاقة التموينية.
ومن المقرر ان يستفيد من منظومة الخبز المدعم 72 مليون مواطن مقيد على 21 مليون بطاقة تموينية، ويتم انتاج يوميًا من 250 إلي 275 مليون رغيف يوميًا.

التلاعب بالأسعار والأوزان

وفي نفس السياق، أكدت مصادر مطلعة، أنّ منظومة طرح رغيف الخبز البلدي تهدف للتيسير على المواطنين في شراء الخبز من المخابز البلدية التي تخضع لرقابة وزارة التموين، بدلا من شرائه من المخابز السياحية التي لجأت إلى رفع سعر رغيف العيش بشكل مبالغ.

وأشارت المصادر، إلى أنّ وزارة التموين ستوفر حصصا إضافية من الدقيق للمخابز البلدية بعد بدء المنظومة، لسد حاجة إنتاج المزيد من أرغفة العيش لجميع المواطنين بالسعر الحر.

من جانبه تنتج وزارة التموين يوميا نحو 270 مليون رغيف عيش بلدي يتم صرفه للمواطنين حاملي البطاقات التموينية البالغ عددهم 64 مليون مواطن يستحق كل مواطن منهم 5 أرغفة يوميا بسعر 5 قروش للرغيف الواحد. 

اقتراح لمد ساعات عمل المخابز لفترة مسائية

ويجدر بالإشارة، ان النائبة آمال عبد الحميد، عضو مجلس النواب عن محافظة الغربية، تقدمت باقتراح برغبة إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس المجلس، موجهة إلى وزير التموين والتجارة الداخلية، لإصدار قرار وزاري بمد عمل المخابز البلدية بالمحافظات لفترة مسائية لمواجهة ارتفاع أسعار الخبز السياحي، وتزامناً مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك.

وأوضحت عبد الحميد، أن سعر الرغيف السياحي أصبح مسألة تُؤرق المواطنين، حيث يمثل مشكلة كبيرة لملايين المواطنين ممن لا يصرفون الخبز عبر البطاقة التموينية، لذلك يلجؤون إلى الخبز السياحي غير المدعم، حيث قررت المخابز السياحية رفع سعر رغيف الخبز إلى 3 جنيهات، بدلاً من جنيه واحد، وهذا يعني زيادة بنسبة 33%، وتختلف أسعاره من منطقة إلى أخرى.

تحديد تسعية للفينو 

وأضافت أن هناك قرار وزاري صدر في عام 2022 يتضمن التفاصيل المتعلقة بالأوزان والأسعار المحددة للخبز الإفرنجي ورغيف الفينو وسعر الخبز السياحي، منعًا لاستغلال المواطنين أو التلاعب بالأسعار والأوزان، بتحديد سعر الخبز السياحي بجنيه واحد لوزن 70 جرامًا، ولفتت إلى أن 80% من المخابز السياحية، التي يقدر عددها بأكثر من 30 ألف مخبز، لا تلتزم بالتسعيرة المقررة، وفي حالة الالتزام بالتسعيرة يتم إنقاص وزن الرغيف، ويُصبح أقل وزنًا وجودة.