leftlogo

شركات إسبانية تغلق أبوابها بسبب البطاطا الحلوة المصرية.. "منافسة غير عادلة تضرب الموسم الأوروبي"

A A A
البطاطا الحلوة
البطاطا المصرية

عبّر فرانسيسكو مورا، نائب مدير شركة "أجروباكو" الإسبانية العالمية، عن قلقه الشديد إزاء التأثير المتصاعد لصادرات البطاطا الحلوة المصرية على السوق الأوروبية، مشيرًا إلى أن شركات عدة في إقليم الأندلس اضطرت إلى إغلاق أبوابها مؤخرًا نتيجة ما وصفه بـ"المنافسة غير العادلة" القادمة من مصر.
وقال: "نحن قلقون للغاية لأن الشركات في الأندلس اضطرت إلى الإغلاق خلال الآونة الأخيرة بسبب المنافسة غير العادلة مع البطاطا المصرية من حيث الاستدامة والجودة وتكلفة العمالة".
وأوضح مورا أن البطاطا المصرية، رغم أن موسمها لا يتداخل بالكامل مع نظيرتها الإسبانية، إلا أنها تصل إلى الأسواق الأوروبية في توقيت بالغ الحساسية يمتد من أكتوبر إلى يناير، ويشمل فترة أعياد الميلاد، التي تمثل ذروة المبيعات للمنتج الإسباني.
وأكد أن هذه الفترة تشهد تدفق كميات ضخمة من البطاطا المصرية إلى أوروبا بأسعار منخفضة للغاية، مما يضعف فرص المنتجين المحليين في المنافسة، خصوصًا في ظل الفارق الكبير في تكاليف الإنتاج والعمالة والمعايير البيئية بين الجانبين.
وتعتمد زراعة البطاطا الحلوة على تربة رملية ناعمة ووفرة مياه، وهي ظروف توفرها مصر بكفاءة، ما يجعلها بيئة مثالية لإنتاج هذا المحصول الحساس.
ووفق مراقبين، فقد استطاعت البطاطا المصرية أن تكتسب ثقة المستهلكين في الأسواق العالمية بفضل جودة المنتج وانخفاض تكلفته، مما مكّنها من تحقيق اختراقات سريعة في عدد من الأسواق الأوروبية، وعلى رأسها السوق الإسبانية.
في المقابل، يثير هذا الواقع تساؤلات متجددة داخل الاتحاد الأوروبي حول تأثير الواردات الزراعية من خارج التكتل، خاصة في ظل التفاوت في معايير البيئة والعمل والتكلفة، وسط مطالب متزايدة بفرض ضوابط تضمن "منافسة متكافئة" بين المنتجين الأوروبيين ونظرائهم في دول الجنوب.
وتسلط هذه الأزمة الضوء على التحديات التي تواجهها الزراعة الأوروبية التقليدية في ظل اتساع نفوذ صادرات الدول النامية، وفي مقدمتها مصر، التي تواصل تعزيز حضورها في الأسواق الدولية بفضل تنافسية قوية في المنتجات الزراعية عالية الطلب.

advertisement

All rights reserved. food today eg © 2022