في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي وتطوير صناعة الدواجن في مصر، أعلنت الحكومة عن خطة وطنية شاملة لدعم قطاع الثروة الداجنة، تتضمن تخصيص 9 مناطق استثمارية في 4 محافظات بإجمالي مساحة 19 ألف فدان، لإقامة مشروعات داجنة متكاملة بالمناطق الصحراوية.
وأوضح عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، أن الخطة تستهدف تشجيع إقامة مشروعات إنتاجية تعتمد على التكامل بين جميع مراحل الصناعة، بدءًا من التفريخ والتربية، ومرورًا بالمجازر، وإنتاج الأعلاف، وصولًا إلى وحدات تدوير المخلفات والزراعات التكاملية، بما يسهم في تحقيق استدامة اقتصادية وبيئية.
وأكد السيد أن اختيار المناطق الصحراوية لإقامة هذه المشروعات يأتي ضمن رؤية الدولة لتخفيف الضغط عن المناطق الزراعية القديمة، واستغلال الموارد غير التقليدية، بالتوازي مع تقديم تسهيلات للمستثمرين وتوفير بنية تحتية ملائمة تشمل الكهرباء والمياه وطرق الوصول.
تركز خطة الدولة على الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة لتشغيل مشروعات الثروة الداجنة، بما في ذلك الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والبيوجاز، والغاز الطبيعي، في إطار التوجه نحو تقليل التكاليف التشغيلية والحد من التأثير البيئي، وبما يعزز فرص الاستدامة طويلة الأجل.
وتستهدف الخطة زيادة إنتاج مصر من البيض إلى 13 مليار بيضة سنويًا، بما يلبي احتياجات السوق المحلي ويدعم التوجه نحو توسيع قاعدة التصدير، خاصة إلى الأسواق العربية والأفريقية، من خلال توفير فوائض إنتاجية قابلة للتنافسية.
أحد النماذج البارزة في خطة الدولة هو مشروع تطوير قطاع الدواجن التكاملي في منطقة العزب بمحافظة الفيوم، والذي يتم تطويره ليكون مركزًا إنتاجيًا متكاملًا يعتمد على التكنولوجيا الحديثة في كل مراحل سلسلة القيمة، من التربية حتى التسويق.
وتسعى الحكومة من خلال هذه المشروعات إلى تحقيق استقرار في أسعار المنتجات الداجنة، وتحسين جودة الإنتاج، وزيادة فرص التشغيل المباشر وغير المباشر، في قطاع حيوي يُعد من أبرز محاور الأمن الغذائي في مصر.