سوق «البروتين النباتي» في مصر يتخطى 90 مليون دولار بحلول 2026

أظهر تقرير أعده معهد «Good Food» الأمريكي، أن حجم الاستثمارات في صناعة «البروتينات النباتية» في الولايات المتحدة، سجل ارتفاعـًا في العام الماضي بنسبة 61%، مع توجه المستهلكين إلى الحصول على البروتينات القادمة من النباتات مثل الفول والفاصوليا والبازلاء والمكسرات، لتكون بديلة عن البروتينات الحيوانية والقادمة من اللحوم والألبان والبيض، وذلك للحفاظ على صحتهم وعلى البيئة، كما تزايد الاهتمام بتلك الأنواع من البروتينات داخل مصر خلال الفترة الأخيرة.

نظام غذائي 

البروتينات البديلة تقرب العالم من نظام غذائي أكثر أمانـًا

وفقـًا للتقرير، فإن حجم الاستثمارات في «البروتينات النباتية» بلغ 5 مليارات دولار في عام 2021، وذلك بزيادة كبيرة عن عام 2020 حيث بلغت الاستثمارات حينها 3.1 مليار دولار.

 

وقالت شارين موراي  الأخصائية في معهد «Good Food» إن المستثمرين بدأوا في رؤية الإمكانات الهائلة للبروتينات البديلة لتحويل نظامنا الغذائي، فضلاً عن الفرص القوية لتحقيق العوائد المستهدفة.

 

وأضافت "موراي" أنه مع زيادة عدد المستثمرين الذين يرون بأن مخاطر تغير المناخ هي المخاطر نفسها التي تواجههم، فإن البروتينات النباتية تُقدم "حلاً قابلاً للتطوير يجعل العالم أقرب إلى نظام غذائي أكثر أمانًا وحيادية للكربون، كما أن إدارة مخاطر المناخ مستحيلة دون معالجة الغذاء"، مشيرة إلى أن  الزراعة والبروتينات البديلة تعد من أهم الوسائل للقيام بذلك.

اللحوم المزروعة

اللحوم المزروعة يتم إنتاجها في المعمل، بدلاً من ذبح ملايين الحيوانات 

وأوضح التقرير أن حجم الاستثمارات في شركات تصنيع اللحوم المزروعة ارتفع إلى 1.4 مليار دولار في العام الماضي بعدما توقف في عام 2020 عند 400 مليون دولار بالولايات المتحدة.

 

واللحوم المزروعة هي التي يتم إنتاجها في المعمل، بدلاً من ذبح الحيوانات، ويهدف هذا الاتجاه في الأساس إلى الحفاظ على المياه والأراضي الزراعية، وتتواجد في الولايات المتحدة وحدها، أكثر من 100 شركة ناشئة تعمل في قطاع اللحوم المزروعة.

تخمير اللحوم

وفي ذات السياق، فقد بلغ حجم الاستثمارات في شركات تخمير اللحوم من البروتينات النباتية، نحو 1.7 مليار دولار في عام 2021، ارتفاعًا من 600 مليون دولار في عام 2019، وأظهرت البيانات تباطؤ الاستثمارات في اللحوم والألبان النباتية وكذلك البيض النباتي، لتُسجل 1.9 مليار دولار في العام الماضي، انخفاضًا من 2.1 مليار دولار في عام 2020.

 

مصر والبروتين النباتي

 

وأفاد تقرير حديث نشره موقع "knowledge-sourcing" بأنه من المتوقع أن ينمو سوق البروتين النباتي في مصر بنسبة تقترب من 10.155 سنويًا، ليصل إلى 87.638 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2026 ، من 44.546 مليون دولار أمريكي في عام 2019، حيث تشهد مصر اتجاهاً متزايداً في استهلاك النظم الغذائية النباتية، مع ارتفاع نسبة الوعي بشأن الفوائد الصحية للنظام الغذائي النباتي في البلاد. 

ومن المتوقع أن يؤدي هذا الاتجاه المتزايد إلى زيادة الطلب على البروتين النباتي أيضًا في البلاد ودفع نمو السوق في السنوات القادمة، وعلاوة على ذلك، مع الانتشار المتزايد للأمراض المزمنة المختلفة في مصر مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية، من بين أمور أخرى، يدفع المستهلكين إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لأنظمتهم الغذائية وتناول الطعام الصحي. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على البروتين النباتي في مصر.

 

تأثير كورونا

وقد ساهم فيروس "كورونا" في ارتفاع كبير في الطلب على البروتينات البديلة أو النباتية في مصر عام 2020. وكان من المتوقع أن يكون اضطراب سلسلة الإمداد الغذائي للبلاد أحد العوامل الرئيسية في زيادة الطلب على البروتينات البديلة، كما كان هناك اتجاه كبير في عدد الأشخاص الذين يختارون الأطعمة الصحية والمغذية وبالتالي يتجهون نحو البروتينات النباتية، وفق التقرير. 

ومن المتوقع أن يرتفع سوق البروتين النباتي في مصر في السنوات القادمة بسبب الشعبية المتزايدة للنظام الغذائي النباتي في البلاد حيث أصبح المزيد والمزيد من الناس يدركون الآن فوائده الصحية، مع تزايد عدد سكان المدن في البلاد، حيث ارتفع عدد سكان الحضر في البلاد من 35.503 مليون في عام 2010 إلى 43.782 مليون في عام 2020، وهذا يكمل الوعي المتزايد بين المصريين فيما يتعلق بالمزايا الغذائية لمختلف الأطعمة. 

 

زيادة النباتيين في مصر

وعلاوة على ذلك، فمع تطور وسائل التواصل العالمية، والتي انتشرت بقوة بين فئة الشباب، وهم الأكثر تأثرًا بالاتجاهات العالمية للنظام النباتي، أصبح من المتوقع أن يكون لها تأثير إيجابي على سوق البروتين النباتي في مصر، بالإضافة إلى تزايد عدد المطاعم التي تقدم خدماتها لأصحاب النظام الغذائي النباتي في البلاد.

وتعد مطاعم "El Torr" واحدة من سلسلة المطاعم التي تقدم طعامًا صديقًا للنباتيين في القاهرة، ومن المتوقع أيضًا أن يؤدي العدد المتزايد لهذه المطاعم إلى تعزيز نمو سوق البروتين النباتي في مصر في السنوات القادمة.