تتشابك بعض التقاليد مع تراثها الثقافي بحيث تصبح جديرة بمكانة خاصة، وبما أن منظمة "اليونسكو" الدولية هي حامي حمى المعالم التاريخية في جميع أنحاء العالم، طالبتها المملكة العربية السعودية في عام 2019، بالنظر في إضافة الفن القديم لزراعة وإنتاج البن "الخولاني" إلى قائمة التراث الثقافي.
القيثارة الإيرلندية والخط العربي
وتشمل قائمة اليونسكو حاليًا: الخط العربي والقيثارة الأيرلندية والرسم الخزفي الأوكراني، وتستمر ممارسة زراعة وإنتاج البن الخولاني بطرق فنية معدودة، و التي تعود إلى قرون اليوم في ما يعرف الآن بمنطقة جازان في المملكة العربية السعودية، الواقعة على البحر الأحمر بالقرب من الحدود اليمنية.
والهدف من لفت نظر اليونسكو إلى البن الخولاني هو الحصول على الدعم للمزارعين الذين يواصلون إنتاج الخولاني وفقًا للتقاليد التي تنتقل من جيل إلى جيل لأكثر من ثلاثة قرون، فيما تواجه الممارسة اليوم تهديدين كبيرين أولاً، إنه تقليد شفهي بدون توثيق مكتوب موثوق، التهديد الثاني بيئي وعملي على حد سواء، فالماء وموارد العمل شحيحة.
قبائل خولان
وعلقت رهاف قساس، مدير قسم التراث في الجمعية السعودية للحفاظ على التراث، وهي منظمة غير حكومية تأسست في عام 2010، وخبير في مبادرة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي ، لـ Arab News قائلة : "إن تصنيف اليونسكو قد يدفع المملكة العربية السعودية أخيرًا إلى تقديم المساعدة التي يحتاجها مزارعو الخولاني للاستمرار في الصناعة القديمة".
وفي حين أن جذورها غامضة، يُعتقد على نطاق واسع أن القبائل القديمة "لخولان"، وهي منطقة كانت تضم في يوم من الأيام أجزاءً من جازان واليمن اليوم، أطلق عليها اسم القهوة الخولانية نسبة إلى أحد أسلافها المؤسسين، خولان بن أمير.
تقليد متأصل
ويعمل المزارعون في ست من محافظات جازان البالغ عددها 16 حاليًا في الزراعة التقليدية لحبوب البن الخولاني، وفي حين أن حبوب الخولاني مصنفة من بين الأفضل في العالم، وفقا لأراب نيوز، فهي ليست معروفة في المملكة العربية السعودية.
وجدير بالذكر أن زراعة القهوة الخولانية تستغرق وقتا طويلا، حيث يمكن أن تستغرق الشجرة ما يصل إلى ثلاث سنوات لتؤتي ثمارها، والتي يتم حصادها يدويًا، ثم وضعها لتجف على أسِرَّة الجفاف الموجودة على الأسطح، أثناء تجفيفها، يجب على المزارعين تقليب الفاكهة يدويًا حتى تصبح سوداء اللون بشكل موحد، وفي النهاية تكون جاهزة للتقشير والتحميص والطحن.
وبعيدًا عن مذاق القهوة اللذيذ وكونها شيئا متأصلا في هذه المنطقة، فهي أيضًا تقليدا متأصلا في طريقة الحياة في جازان، فالقهوة نفسها أساسية في العلاقات الأسرية، حيث تقديمها للضيوف هو علامة على الترحيب والاحترام، ويشهد البن الخولاني نهضة من نوع ما، حيث يحتل مركز الصدارة في المملكة العربية السعودية.
