leftlogo

ظنوا أنها مشروب محرم.. تعرف على أصول القهوة وما علاقتها بالماعز؟

A A A
قهوة
تعرف على أصول القهوة وما علاقتها بالماعز؟
القهوة من أكثر المشروبات التي يعشقها الكثيرون ويبدأون يومهم عادةً بكوب منها، لكن هل سألت نفسك من قبل كيف بدأ تاريخ القهوة؟

تاريخ القهوة يعود إلى جذورها في إثيوبيا، وتحديداً في وسط غابات المرتفعات الغنية حيث نشأت أول حبوب البن.

اكتشفتها ماعز في أثيوبيا

يعود أول اكتشاف لنباتات البن في القرن السادس، حيث اكتشفها راعي ماعز إثيوبي يُدعى كالدي القهوة، حيث لاحظ أن ماعزه كانت نشيطة بشكل غير عادي بعد تناول توت شجيرة معينة، قرر كالدي، مدفوعًا بفضوله، تذوق التوت واكتشف أنه يمنحه طاقة متجددة.

بعد ذلك أخبر كالدي هذه النتائج الذي اكتشاف الى دير محلي، حيث بدأوا في تجربة دمج التوت في مشروب، ومن ثم انتشرت شهرة هذا المشروب السحري بسرعة، مما دفع إلى نشوء عادة استهلاك القهوة كما نعرفها اليوم.

كيف بدأت رحلة القهوة في بلاد العرب

في القرن الخامس عشر، انتقلت القهوة عبر البحر الأحمر إلى شبه الجزيرة العربية، بدأ استخدام القهوة في اليمن، حيث كان المناخ والتربة المناسبة توفر الظروف المثلى لزراعة نباتات البن، مع انتشار استهلاك القهوة في جميع أنحاء العالم العربي، بدأت تتداول وتنتشر على نطاق واسع عبر طرق القوافل التجارية العابرة للصحراء، وهي الخطوة الأولى نحو أن تصبح القهوة السلعة العالمية المتعارف عليا إلى يومنا هذا.

ما أصل تسميتها "القهوة"؟

تم استخدام الكلمة العربية "قهوة" لوصف هذا المشروب، والذي تحول أصبح شائعًا بعد ذلك في جميع انحاء العالم، ويعتقد ان كلمه "قهوة" كانت تشير إلى أصل النبيذ أو مشروب يشبه النبيذ وتم تطبيق الاسم بعد ذلك على مشروب القهوة نظرًا لخصائصه النشطة.

كيف بدأ انتشارها حول العالم؟

ومع توسع طرق التجارة وحمل التجار هذه السلعة الغريبة إلى أجزاء مختلفة من العالم، وجد المشروب طريقه إلى الإمبراطورية العثمانية والشرق الأوسط. خلال هذه الرحلة، تطورت كلمة "قهوة" إلى "kahve" باللغة التركية، واحتفظت بجوهرها ولكنها تتكيف مع الفروق اللغوية الدقيقة لمختلف الثقافات.

الدخول إلى اوروبا

في القرن السادس عشر، بدأت القهوة تشق طريقها إلى أوروبا من خلال طرق التجارة، ووصلت في المقام الأول إلى مدينة البندقية الساحلية. عندما واجه الأوروبيون هذا المشروب الجديد، حاولوا إعادة إعداده ونطقه وفقًا للغاتهم الخاصة.

تحولت الكلمة التركية "kahve" إلى "cahve" بالإيطالية و "café" بالفرنسية، وفي النهاية، أصبحت "Coffee" باللغة الإنجليزية، مما رسخ بقوة اسم المشروب كما نعرفه اليوم، أدى انتشار المقاهي في جميع أنحاء أوروبا خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر إلى زيادة انتشار المصطلح، مما جعل "القهوة" كلمة مألوفة.

في البداية ظنوا انها مشروب محرم.. كيف دخلت القهوة مصر؟

بدأت القهوة في مصر خلال القرن السادس عشر ميلادي، في ذلك الحين لاحظ طلبة الأزهر المصريون أن زملائهم المغتربين من اليمن يتناولون مشروبا في أثناء الليل للمذاكرة، وتذوقوها وأخذوها عونا لهم في السهر على المذاكرة، وبدأ الأمر ينتشر بينهم شيئا فشيئا حتى وصلت إلى البيوت والمقاهي.

من بلاد اليمن إلى المحروسة

وقد دخلت القهوة مصر بعد ذلك من بلاد اليمن عن طريق البحر إلى السويس ثم إلى القاهرة، وانقسم حينها شيوخ الأزهر بين مؤيد ومعارض، ولم يتقبلها المجتمع المصري إلا بعد جدال عنيف بين العلماء، حيث شنّ أحد فقهاء المذهب الشافعي حملة عنيفة ضدها، بعد أن طرح عليه أحد السائلين سؤالا بشأن جواز شربها، وفقا لما نشرته مجلة التحرير في العام 1953.

في أوائل القرن الثامن عشر، أفتى الشيخ علي أحمد السنباطي بتحريم شرب القهوة باعتبارها "مادة مُسكرة مُخدرة للعقل"، الأمر الذي لاقى ردود فعل سلبية كثيرة.

الانشقاق حول القهوة في مصر

واستمر الوضع متضارب في مصر، حتى أفتى القاضي الحنفي محيي الدين بن إلياس بجواز شربها، وأصبح لدى الأهالي حكمان متضاربان، أحدهما يحرم شرب القهوة والآخر يبيحها، حتى فرضت القهوة نفسها كمشروب يساعد على النشاط والسهر، بعد أن تشكلت لجنة من المتخصصين لبيان فوائدها، وأصبح البن يأتي علانية من اليمن إلى مصر، وسمحوا للمحلات ببيعها بـ"خان البن".
أقرأ أيضًا: رحلة "الفينو" من أصوله في فرنسا إلى قلب مصر
advertisement

All rights reserved. food today eg © 2022